ما دور فيتامين د في ضبط السكر والدهون والوقاية من أمراض التمثيل الغذائي؟

ما دور فيتامين د في ضبط السكر والدهون والوقاية من أمراض التمثيل الغذائي؟

يعتبر فيتامين د باسم فيتامين الشمس، لكن دوره في الجسم يتجاوز بكثير الحفاظ على صحة العظام، حيث أظهرت أبحاث امتدت لعقود أن فيتامين د يعمل كهرمون منظم يؤثر على استقلاب السكر والدهون، والاستجابة الالتهابية، وتنظيم ضغط الدم، إلى جانب دوره الأساسي في امتصاص الكالسيوم.

وتشير دراسات حديثة إلى أن نقص فيتامين د يرتبط بزيادة خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني، ومتلازمة التمثيل الغذائي، والكبد الدهني، وأمراض القلب، وعندما تنخفض مستوياته، تصبح عمليات التمثيل الغذائي أقل كفاءة، ما يؤدي إلى ضعف السيطرة على سكر الدم، والوزن، ومستويات الكوليسترول.

وفي هذا السياق، يوضح الدكتور إدريس دوايوالا، في أحدث منشوراته الطبية، كيف يؤثر فيتامين د بشكل مباشر في صحة الأيض.

فيتامين د والأنسولين: علاقة مباشرة بسكر الدم

يحتوي البنكرياس على مستقبلات لفيتامين د، ما يسمح له بالتأثير على إنتاج الأنسولين، وكذلك على أنسجة العضلات والدهون التي يعتمد عليها الأنسولين في أداء وظيفته. وتُظهر الدراسات أن خلايا بيتا في البنكرياس تعمل بكفاءة أعلى عندما تكون مستويات فيتامين د كافية.

عند نقص فيتامين د، تقل استجابة الجسم للأنسولين، وهي الحالة المعروفة بـ مقاومة الأنسولين، والتي تُعد خطوة رئيسية نحو الإصابة بداء السكري من النوع الثاني ومتلازمة التمثيل الغذائي.

وقد بينت أبحاث أُجريت على مرضى ما قبل السكري والسكري من النوع الثاني أن مكملات فيتامين د قد تؤدي إلى تحسن طفيف في مستويات سكر الدم ووظيفة الأنسولين لدى من يعانون من نقصه، لكنها تبقى عاملًا مساعدًا لا بديلًا عن العلاج الطبي أو النظام الغذائي الصحي.

فيتامين د والكوليسترول ودهون الكبد

يلعب الكبد دورًا محوريًا في تنظيم الدهون والكوليسترول، وهو عضو يتأثر بشكل مباشر بمستويات فيتامين د. وتشير الأبحاث إلى أن هذا الفيتامين يؤثر في الجينات المسؤولة عن امتصاص الدهون واستقلابها.

وغالبًا ما يعاني المصابون بمتلازمة التمثيل الغذائي أو الكبد الدهني من:

ارتفاع الدهون الثلاثية

انخفاض الكوليسترول الجيد (HDL)

انخفاض مستويات فيتامين د

وتوضح بعض الدراسات أن تصحيح نقص فيتامين د قد يُحسّن بشكل محدود مؤشرات دهون الدم وصحة الكبد، خاصة عند دمجه مع فقدان الوزن، وتحسين النظام الغذائي، والنشاط البدني.

لماذا يُعد نقص فيتامين د شائعًا؟

رغم اتباع نمط حياة صحي، يعاني كثيرون من نقص فيتامين د، لأسباب أبرزها:

قضاء معظم الوقت في الأماكن المغلقة، حيث تمنع النوافذ أشعة UVB اللازمة لإنتاج فيتامين د

الاستخدام المنتظم لواقي الشمس، الذي يحد من تصنيعه الجلدي

البشرة الداكنة، التي تحتوي على نسبة أعلى من الميلانين وتحتاج وقتًا أطول تحت الشمس

تخزين فيتامين د في الخلايا الدهنية، ما يُقلل مستواه في الدم

أمراض سوء الامتصاص، والكبد، والكلى

بعض الأدوية التي تعيق تنشيطه في الجسم

نقص فيتامين د والسكري ومتلازمة تكيس المبايض والإرهاق

يرتبط نقص فيتامين د باضطراب إشارات الأنسولين وزيادة الالتهاب، ما يُسهم في:

داء السكري من النوع الثاني

متلازمة تكيس المبايض، حيث يتفاقم عدم انتظام الدورة ومقاومة الأنسولين

ارتفاع الكوليسترول

الشعور بالإرهاق المزمن وآلام العضلات

وفي كثير من الحالات، لا يكون نقص فيتامين د هو السبب الوحيد، لكنه عامل قابل للعلاج قد يعزز فعالية التدخلات الطبية الأخرى.

متى يُنصح بفحص فيتامين د؟

لا يُوصى بالفحص الروتيني للجميع، لكن يُنصح به للأشخاص الذين يعانون من:

داء السكري أو مقدماته

ارتفاع الكوليسترول أو متلازمة التمثيل الغذائي

متلازمة تكيس المبايض

السمنة

هشاشة العظام

إرهاق مزمن أو جفاف عين غير مبرر