أيمن بهجت قمر.. حين يتحوّل التأليف إلى حالة جماهيرية تُراهن على الذكاء لا الضجيج
في زمن تُصنع فيه الأعمال على عجل، ويُراهن كثيرون على الضجة أكثر من المضمون، يظل اسم أيمن بهجت قمر علامة مختلفة مؤلف يعرف جيدًا أن الضحكة لا تأتي من الإفيه، وأن النجاح الحقيقي لا يحتاج إلى استعراض، بل إلى حكاية ذكية، وشخصيات تشبه الناس، ونبض إنساني صادق يصل دون استئذان.
أيمن بهجت قمر ليس مجرد شاعر غنائي ترك بصمة واضحة في ذاكرة الجمهور، لكنه كاتب سينمائي ومسرحي يمتلك حسًّا خاصًا في تفكيك العلاقات الإنسانية، وتقديمها بخفة ظل عميقة، تمسك العصا من المنتصف بين الترفيه والمعنى، وبين الكوميديا والواقع.
ومع اقتراب عرض فيلم «طلقني»، يعود أيمن بهجت قمر ليتصدر المشهد كمؤلف للعمل، في تجربة سينمائية تراهن على النص أولًا، وتقدّم طرحًا معاصرًا لفكرة شائكة، من خلال قالب كوميدي اجتماعي بعيد عن الافتعال، وقريب من تفاصيل الحياة اليومية التي يجيد التقاطها وكتابتها.
فيلم «طلقني» يشارك في بطولته دينا الشربيني وكريم محمود عبدالعزيز، إلى جانب حاتم صلاح، ياسمين رحمي ودنيا سامي، ومن إخراج خالد مرعي، ويُعد من الأعمال المنتظرة التي تعوّل على سيناريو محكم وحوار ذكي، يحمل توقيع كاتب خبر جيدًا كيف يصنع الضحكة دون أن يفرّغها من مضمونها.
تصدر الأغنية الدعائية للفيلم للمشهد يعكس حالة الزخم المحيطة بالعمل، لكنه لا يحجب الحقيقة الأهم: أن الرهان الأساسي في «طلقني» هو على النص، وعلى تجربة تأليفية جديدة تؤكد أن أيمن بهجت قمر ما زال قادرًا على التجدد، وطرح الأسئلة، وصناعة أعمال جماهيرية تحترم عقل المشاهد قبل أي شيء.

تعليقات