قوة الدولار تهدد عرش اليورو مع قرب تنصيب الرئيس الأمريكي ترامب – اونلي ليبانون

في تطور لافت على ساحة أسواق العملات العالمية، يواجه اليورو ضغوطاً متزايدة تدفعه نحو التعادل مع الدولار الأمريكي، وسط مخاوف من تدهور أكبر في قيمته مع قرب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.

وكشف تقرير حديث لوكالة بلومبرج أن التوقعات تشير إلى احتمالية كبيرة لحدوث هذا التعادل في المستقبل القريب.

خبراء يؤكدون حتمية التعادل

وأبدى جيفري يو، كبير الاستراتيجيين في بنك أوف نيويورك ميلون، قناعته بأن تعادل العملتين بات أمراً حتمياً، مؤكداً أن هذا السيناريو قد يتحقق بوتيرة أسرع مما يتوقع الكثيرون.

وتدعم الأرقام هذه التوقعات، حيث سجل اليورو تراجعاً حاداً تجاوز 7% منذ سبتمبر 2024، ليصل إلى مستوى 1.0226 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ عامين.

معنويات السوق في تراجع

اقرأ أيضا.. أمطار رعدية ورياح في القاهرة والمحافظات.. حالة الطقس 

وفي تعليقه على الوضع الراهن، وصف أنتوني فوستر، كبير التداولات الفورية للعملات الأجنبية في مجموعة نومورا، المعنويات في السوق بأنها في أسوأ حالاتها.

ويذكر أن التاريخ يشهد على حالات محدودة من تعادل العملتين خلال السنوات الـ 25 الماضية، كان آخرها في عام 2022 إبان الحرب الروسية على أوكرانيا.

مؤشرات تدعم توقعات التعادل

وتعزز أسواق الخيارات هذه التوقعات، حيث تشير إلى احتمالية بنسبة 40% لتحقق التعادل خلال الربع الأول من العام الجاري، وقد شهدت العقود المستهدفة للتعادل ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضي.

ويتفق مع هذا التوجه كبرى المؤسسات المالية، حيث يتوقع بنك جيه بي مورجان حدوث التعادل خلال الربع الأول، بينما ترجح مؤسسة ويلز فارجو حدوثه في الربع الثاني.

عوامل ضاغطة تهدد اليورو

وتشير التحليلات إلى مجموعة من العوامل الضاغطة على الاقتصاد الأوروبي، أبرزها احتمالية نشوب حرب تجارية مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، كما يساهم ضعف النمو الاقتصادي، وسياسات البنك المركزي الأوروبي في خفض أسعار الفائدة، إضافة إلى عدم الاستقرار السياسي، في تعزيز التوقعات السلبية لمستقبل اليورو.

الدولار يواصل مسيرة الصعود

ويأتي هذا الضعف في اليورو متزامناً مع قوة متصاعدة للدولار الأمريكي، خاصة بعد إعادة انتخاب ترامب. ويرتبط هذا الارتفاع بشكل وثيق بخططه المعلنة لفرض رسوم جمركية واسعة على الواردات من عدة دول، بما فيها كندا والمكسيك والصين، غير أن استمرار هذا الاتجاه التصاعدي للدولار سيظل مرهوناً بمدى التزام ترامب بتنفيذ وعوده الانتخابية.