دراسة.. المشروبات السكرية مرتبطة بملايين حالات الإصابة بالسكر وأمراض القلب – اونلي ليبانون

القاهرة (خاص عن مصر)- كشفت دراسة رائدة من جامعة تافتس، نُشرت في مجلة ناتشر، أن المشروبات السكرية تؤدي إلى أكثر من 2.2 مليون حالة جديدة من مرض السكر و1.1 مليون حالة جديدة من أمراض القلب سنويًا في جميع أنحاء العالم.

تسلط النتائج الضوء على التفاوتات الصحية الصارخة، حيث تتحمل البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​العبء الأكبر.

أمريكا اللاتينية وأفريقيا الأكثر تضررًا

وفقا لتقرير الجارديان، لقد شهدت أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي مساهمة المشروبات السكرية في ما يقرب من ربع (24٪) من حالات مرض السكري الجديدة في عام 2020، بينما شهدت منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا أسرع نمو في الأمراض المرتبطة على مدى العقود الثلاثة الماضية.

في هذه المنطقة، كانت المشروبات السكرية مسؤولة عن 21٪ من حالات مرض السكري الجديدة و11٪ من حالات أمراض القلب الجديدة خلال نفس الفترة.

ظهرت إحصائيات مثيرة للقلق بشكل خاص من كولومبيا والمكسيك وجنوب إفريقيا، في كولومبيا، ارتبط ما يقرب من نصف (48٪) حالات مرض السكري الجديدة بالمشروبات السكرية.

على نحو مماثل، ارتبطت المشروبات المحلاة بالسكر في المكسيك بنحو ثلث حالات الإصابة الجديدة بمرض السكري، بينما ساهمت في جنوب أفريقيا بأكثر من ربع (27.6%) حالات الإصابة الجديدة بمرض السكري ونحو 15% من حالات أمراض القلب والأوعية الدموية.

اقرأ أيضا.. ماسك يخوض حربًا ضد ستارمر رئيس وزراء بريطانيا.. وصفه بـ«الحقير والمضلل»

العلم وراء الأرقام

المشروبات السكرية، التي لا تقدم قيمة غذائية تذكر، تسبب ارتفاعات سريعة في نسبة السكر في الدم، وبمرور الوقت، يؤدي الاستهلاك المنتظم إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين والاضطرابات الأيضية المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.

أشار الدكتور داريوش مظفريان، مدير معهد الغذاء هو الدواء بجامعة تافتس والمؤلف المشارك للدراسة، إلى التأثير غير المتناسب على الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط:

“يتم تسويق وبيع المشروبات المحلاة بالسكر بشكل كبير في هذه البلدان. ​​لا تستهلك هذه المجتمعات منتجات ضارة فحسب، بل إنها غالبًا ما تكون أقل استعدادًا للتعامل مع العواقب الصحية طويلة الأجل”.

وباء عالمي بعواقب غير متساوية

تقدر منظمة الصحة العالمية أن 830 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون بمرض السكري، ويعيش أغلبهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

تظل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب العالمي الرئيسي للوفاة، وهي مسؤولة عن 17.9 مليون حالة وفاة سنويًا، وأكثر من ثلاثة أرباعها تحدث في هذه المناطق المعرضة للخطر.

سلطت الدكتورة كاثرين كاناري، أخصائية الأمراض غير المعدية في Amref Health Africa في كينيا، الضوء على التأثير المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للمشروبات السكرية:

“نحن نشهد ارتفاعًا في شعبية المشروبات السكرية، مدعومة بثقافة المؤثرين على الإنترنت، يستهدف المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي الشباب في المراكز الحضرية بشكل خاص، مما يسد الفجوة التي خلفها نقص التثقيف الغذائي القائم على المدارس”.

حذرت الدكتورة كاناري أيضًا من أن هذا الارتفاع في حالات مرض السكري يهدد بإغراق أنظمة الرعاية الصحية المجهدة بالفعل.

الدعوة إلى العمل

يدعو مؤلفو الدراسة إلى اتخاذ تدابير عاجلة، بما في ذلك حملات الصحة العامة، وتنظيم أكثر صرامة للإعلان عن المشروبات السكرية، وفرض ضرائب على المشروبات المحلاة بالسكر، على سبيل المثال، طبقت المكسيك ضريبة على المشروبات السكرية في عام 2014، مما شكل سابقة لدول أخرى.

شدد مظفريان على الحاجة إلى استجابة عالمية منسقة:

“هناك الكثير مما ينبغي القيام به، وخاصة في البلدان التي يكون فيها الاستهلاك مرتفعًا، والعواقب الصحية وخيمة. كنوع، نحتاج إلى معالجة استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر”.

الطريق إلى الأمام

مع تأثير مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل غير متناسب على الفئات السكانية الضعيفة، يجب على الحكومات والمنظمات الصحية أن تتصرف بحزم.

إن معالجة استهلاك المشروبات السكرية من خلال التنظيم والتعليم والضرائب يمكن أن تمنع ملايين الحالات وتنقذ أرواحًا لا حصر لها، وخاصة في المناطق الأكثر عرضة للخطر.