حرية زوكربيرج للتعبير.. ميتا تتخلص من مدققي الحقائق وتوصي بزيادة المحتوى السياسي – اونلي ليبانون

القاهرة (خاص عن مصر)- تشرع ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستجرام وثريدز، في تحوُّل كبير في استراتيجيات تعديل المحتوى السياسي والمشاركة السياسية. أعلن المؤسس مارك زوكربيرج أن الشركة ستقضي على مدققي الحقائق، وتُقلِّل من الرقابة، وتزيد من وضوح المحتوى السياسي، وهي الخطوة التي يصفها بأنها التزام بحرية التعبير.

وفقًا لتقرير الجارديان، يشير إعلان زوكربيرج، الذي أدلى به في رسالة فيديو مدتها خمس دقائق، إلى تغيير كبير في روح الشركة التشغيلية. مع أكثر من 3 مليارات مستخدم عالمي، سيكون لقرار ميتا آثار بعيدة المدى على كيفية تداول المعلومات على منصاتها.

الابتعاد عن التحقق من الحقائق: الدفع نحو الإشراف المجتمعي

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن زوكربيرج إزالة مدققي الحقائق في ميتا، واستبدالهم بنهج جماهيري مستوحى من منصة X الخاصة بإيلون ماسك. وزعم أن نظام التحقق من الحقائق أصبح متحيزًا سياسيًا للغاية، مما أدى إلى تآكل الثقة العامة بدلاً من تعزيزها.

وأوضح زوكربيرج: “سنعتمد على ملاحظات المجتمع، على غرار X، لإضافة السياق والتحذيرات إلى المنشورات المثيرة للجدال”. يحول هذا النهج مسؤولية دقة المحتوى من فرق الإشراف المركزية إلى مستخدمي المنصة.

ستنتقل فرق الإشراف على المحتوى في ميتا أيضًا من كاليفورنيا إلى تكساس، وهي الخطوة التي بررها زوكربيرج بزعم أنها تتماشى مع الإشراف الأقل شحنًا سياسيًا. ومع ذلك، فقد أقر بالتنازلات المترتبة على هذا القرار، معترفًا: “سنكتشف عددًا أقل من الأشياء السيئة”.

اقرأ أيضًا: بريطانيا تحث على نقل الأصول الروسية المجمدة إلى أوكرانيا

التحول في فلسفة تعديل المحتوى

أكد زوكربيرج أن النهج الجديد للشركة سوف يتضمن إزالة القيود المفروضة على بعض المواضيع المثيرة للجدل، بما في ذلك الهجرة والجنس. وزعم أن هذه التغييرات ضرورية لتعكس الخطاب السائد. وقال: “من خلال تخفيف القيود، سنضمن أن يتمكن الناس من مشاركة معتقداتهم وتجاربهم”.

سوف تعيد ميتا معايرة مرشحاتها للتركيز على انتهاكات السياسة غير القانونية وعالية الخطورة، والاعتماد على تقارير المستخدمين للقضايا الأقل خطورة. واعترف زوكربيرج بأن هذا التعديل يعني انخفاضًا في الإزالة العرضية للمشاركات غير الضارة ولكن أيضًا زيادة خطر تسرب المحتوى الضار من خلال الشقوق.

التداعيات العالمية والسياق السياسي

يأتي إعلان زوكربيرج على خلفية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. تخطط ميتا للتعاون مع الإدارة الأمريكية لمواجهة الضغوط الدولية على شركات التكنولوجيا الأمريكية. استشهد زوكربيرج بالتحديات في مناطق مثل أوروبا وأمريكا اللاتينية، حيث أدت القوانين والأحكام القضائية السرية إلى تعقيد جهود تعديل المحتوى.

وأكد على حجته القديمة لحرية التعبير، والتي عبر عنها لأول مرة خلال خطاب ألقاه عام 2019 في جامعة جورج تاون. وقال: “تبدو الانتخابات الأخيرة وكأنها نقطة تحول ثقافية نحو إعطاء الأولوية مرة أخرى للخطاب”.

انتقالات القيادة ورد فعل مجلس الإشراف

يتزامن الإعلان مع تغيير القيادة في ميتا، حيث يتنحى نيك كليج، نائب رئيس الوزراء البريطاني السابق، عن منصبه كرئيس للشؤون العالمية. ويخلفه جويل كابلان، الجمهوري البارز. ومن المتوقع أن يعزز هذا الانتقال من محاذاة ميتا مع وجهات النظر المحافظة بشأن حرية التعبير.

رحب مجلس الإشراف في ميتا، الذي يرأسه شخصيات بارزة بما في ذلك رئيسة الوزراء الدنماركية السابقة هيلي ثورنينج شميت، بالتغييرات بحذر. وفي بيان، أعرب المجلس عن استعداده للتعاون مع ميتا لصقل النهج الجديد، مؤكداً على أهمية إشراك أصوات متنوعة في القرارات المتعلقة بالمحتوى.

كما أشاد المجلس بمساهمات كليج وأعرب عن تفاؤله بشأن قيادة كابلان في الاستمرار في الدفاع عن حرية التعبير على منصات ميتا.